بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً[الفرقان: 19] ويقول ايضا،وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ[الشورى: 8].
من منا لم يظلم احد في يوم من الايام ولو بالكلام فهناك لسان يظلم اكثر من الافعال وموضوعي عن الظلم يقول رب العزة في الحديث القدسي الشريف (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) ويقول صلي الله عليه وسلم (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).
الظلم في اللغة هو وضع شيء في غير حقه ولكن في عموم الحياة والمعاملات الانسانية والاخلاقية كل ما يبلغ عن معنويات وماديات وملموسات بالاساءة للغير .
كام مرة ؟
حاولت ان تخدع فتاة وانت تعلم علم اليقين ان الله مطلع عليك ومع ذلك تصر علي ظلمك لها .
اتدرون اعظم الظلم ظلم الانسان نفسه .بمعني ان اي انسان بيعمل الذنوب ليس بيظلم الاخرين فقط انما بيظلم نفسه معاه ولكن غرور الحياة .
هناك سؤال مهم جدا ما الدافع للظالم لكي يظلم .
اول هذه الدوافع:
وجود القدرة والقوة مع استضعاف الطرف المقابل، ألست ترى الزوج والرجل يظلك زوج أو يعتدي عليها ضربا بغير حق؟ لما؟ لأن عنده قوة ويستضعف الطرف الآخر.
أمر ثاني وهو مهم: الأمن من العقوبة، لو علم أنه سيجد المظلوم من ينصره وسيقام على الظالم ما يردعه فإن الأمر سيكون على غير ذلك، "من أمن العقوبة أساء الأدب" وهذا الذي تطال به الأيدي في كل جانب من الجوانب.
وأمر ثالث وهو الأخطر والأدهى والأمر: نسيان العقوبة الأخروية، نسيان أن بعد الدنيا آخرة، وأن الدواوين الثلاثة سوف تكشف ومنها الديوان الذي لا يترك الله منه شيء أبداً، وهو ديوان ما بينك وبين الناس، ومالهم من حقوق عندك، والنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا ويبين لنا وينبهنا عندما يستعيذ في دعائه صلى الله عليه وسلم فيكون مما يستعيذ منه دعوة المظلوم (3) كما ورد في سنن الترمذي بسند حسن.
لعلنا نقف مع هذا الظلم لننظر إلى جوانب كثيرة نحتاج أن نتدبرها ونتأملها، ما هي صفة الظلم؟ وماذا سيلحق بك إن كنت ظالما ولو بشيء قليل أو يسير؟
أول شيء أن الظلم تعدٍ على حدود الله عز وجل { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة : 229] فما من صورة ظلم إلا وهي تعد على حدود الله، فانظر وارقب نفسك.
والظلم صفة الكافرين { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة : 254] فكل ظالم فيه شبه من أهل الكفر بقدر ظلمه نسأل الله السلامة.
والظلم سمة الجاحدين { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } [العنكبوت : 49] فهل تريد لنفسك هذه الأوصاف متعديا على حدود الله؟ أو كافراً بنعمة الله؟ أو جاحداً لآيات الله أو قدرة الله؟
ثم انظروا إلى ما ينتظر كل ظالم في دنياه قبل أخراه، عقوبات شتى، هي المصائب التي بدأت القول بأن نحذر منها، وأن نسعى إلى اجتنابها، فإن الظلم مرتعه وخيم، وعاقبته عظيمة وأليمة، فالله جل وعلا يبين لنا صورة الظالمين وما يحل بهم من كرب وهوان عند سكرات الموت: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } [الأنعام : 93] هذه صورة تلحق بكل ظالم وإن كان الظلم هو الكفر في أصل معناه.
وانظر كذلك إلى حرمان الفلاح { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [الأنعام : 21]، والآية مطلقة في معناها، وكل ظلم بحسبه وبحسب مقداره وبحسب الضرر الذي يتولد عنه في دنيا الناس.
وانظر كذلك إلى حرمان النعم فإن من أعظم أسبابها وقوع الظلم والله جل وعلا قال: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } [النساء : 160].
وبقدر ظلمك تحرم من النعم، وليس بالضرورة نعم المال والجاه، فقد تحرم نعمة الطمأنينة فتضل خائفاً، أو نعمة الصحة فتبقى مريضاً، أو نعمة الراحة فتبقى قلقاً، صوراً كثيرة نراها في أعين وسير الظلمة مما يدلنا على حرمانهم من نعم الله عز وجل العظيمة التي يحتاجون إليها.
وانظر كذلك إلى صورة أخرى فيها عبرة لكل معتبر وهي أن الظلم عاقبته منتهية وحبله قصير، ويده مناللهرة، لأنه لا يبلغ شأوه إلا وعليه ما عليه من العقوبات، { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام : 45] هل رأيتم أظلم من فرعون وأطغى منه؟ أين حاله وكيف انتهى مصيره؟ وهكذا غيره وغيره.
ومن ذلك استحقاق العقوبة العاجلة { أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [الأعراف : 165] الذين ظلموا هم الذين تعجل لهم العقوبة، وقصص القرآن في ذلك كثيرة، ففي قصة نوح { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ } [هود : 37] سيحيق بهم العذاب، سيحل بهم البلاء {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } [الزمر : 51] كل أحد يظلم سيلحقه وستلحقه عقوبة عاجلة غير آجلة في جملة الأحوال في صور مختلفة.
وأما الأخروية وما أدراك ما الأخروية، ومن ذا الذي يستطيع أن يفكر مجرد التفكير في القدرة على تحمل أو تقبل العقوبة الأخروية بين يدي الله جل وعلا العذاب الأليم الشديد، اقتطاع حق المظلوم من الظالم كما قال صلى الله عليه وسلم: (حتى تقاد الشاة الجماء من الشاة القرناء) (4) الشاة التي ليس لها قرون يؤخذ لها حقها من الشاة ذات القرون التي نطحتها وظلمتها، فكيف بنا معاشر بني آدم ومعاشر المسلمين المكلفين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستمع إلى التهديد والوعيد العظيم المهول الذي تنخلع له القلوب المؤمنة وترتعد منه الفرائص المسلمة { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء } [إبراهيم : 42] من شدة الخوف والهلع والجزع، من الذي يجزي هذا التهديد والوعيد، رب الأرباب ملك الملوك، جبار السماوات والأرض.
واستمع إلى قوله سبحانه وتعالى في مثل هذا الأمر { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الزمر : 47] ظالم يظلم ليأخذ حق هذا وهذا، ويملأ خزائنه من حقوق الناس، يوم القيامة لو أن له الدنيا وما فيها ومثلها معها لافتدى به من عذابه يوم القيامة، فلما لا تفتدي نفسك اليوم قبل الغد؟ ولما لا تسمع ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له عند أخيه مظلمة فليتحلل منه قبل أن لا يكون تحلل، وإنما يؤخذ من حسناته فإذا فنيت أخذ من سيئاته فطرحت عليه) (5) .
وهكذا نجد الصور الكثيرة، والمعاني العظيمة الخطيرة التي ينبغي لنا أن نقرأها بقلوبنا، أن نتمعنها ونتدبر في معانيها بعقولنا، أن ننظر إلى مواضع العبرة في واقعنا، أما رأينا ظلمة كيف انتهت بهم حالهم إلى انقلاب السحر على الساحر فصاروا مسجونين أو مقتولين أو غير ذلك، أما رأينا أصحاب سلطان وقهر وقوة وجبروت وقد صارت حالهم إلى ذلة وضعف وهوان، أما في هذا عبرة لمعتبر، أما في هذا ردع لمتذكر حتى نجنب أنفسنا ذلك، نداء لكل من وقع في الظلم أو مارسه، { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران : 135] اليوم قبل الغد، الحياة قبل الموت، القوة والقدرة قبل الضعف والعجز، احذر فإن الأمر جد خطير، وإن البلاء يوشك أن يحل وأن يحيط، والعقوبة لن تكون خاصة {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال : 25] كثيرة هي البلايا التي حلت بنا بسبب الظلم الذي فشا فيما بيننا، والسكوت عن هذا الظلم وعدم نصرة المظلوم {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } [هود : 116] عندما خرست الألسن، عندما لم يؤخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرها البراء بن عازب في الصحيح (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع -وذكر منها- نصرة المظلوم) (6) وعندما تحدثوا في الجلوس في الطرقات قال: (وإن من حقها إعانة المظلوم) (7) وعندما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم إلينا قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل يا رسول الله عرفنا نصرته مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تردعه عن ظلمه فتلك نصرته) (
.
أين الذين يردعون عن الظلم، سواء كانوا من أصحاب السلطان أو من أصحاب العلم أو حتى من الأصدقاء والأحباء، فكم نعرف من صديق نرى منه ظلما لأهله أو لجاره أو لغير ذلك، ثم نغض الطرف ونمسك اللسان ولا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى فشت المظالم وكثرت وظهرت صورها وارتفعت أصواتها وضج المجتمع من كثرة الشكوى منها.
وليست مرة أخرى تعني أحدا غيرنا، فنحن جميعا بقدر أو بآخر، بصورة أو بأخرى بكثير أو بقليل قد نمارس شيئا من الظلم على غيرنا، أو من نتسلط عليه ونقدر على ظلمه. { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } [النساء : 64] ارجع أيها الظالم إلى ربك واستغفر لذنبك، واندم على عدوانك علّ الله عز وجل أن يمحو ذنبك، وانتبه إلى النداء الذي يعم كل أحد ويخصك أيها الظالم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } [الشعراء : 227] وتأملوا قوله جل وعلا {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } [إبراهيم : 45] كل الذي نراه في دنيانا يظهر لنا آثار من ظلموا من قبلنا {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا } [النمل : 52] أي بسبب ظلمهم أفلا نراها فنعتبر؟ أفلا نقرأ عنها فندكر؟ أفلا يمنعنا ذلك مع ما جاء في آيات الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننتهي عن الظلم فلا يكون في البيوت ولا يكون في الأسواق ولا يكون بين الأصحاب فضلا عن أن يكون من الحكام أو غيرهم من أصحاب السلطة والقوة والقهر، وذلك صوره كثيرة وهو الظلم العام الأشد خطراً والأوسع ضرراً والأكثر فيما تترتب عليه العقوبة الدنيوية قبل الأخروية، { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } [هود : 113] وكم نركن إلى ظالمين وكم نجد الظالم وعنده أعوان يعينونه على ظلمه وينتفعون منه ويركنون إليه ويعتمدون عليه، فهل ترون ظالما واحدا يستطيع أن يصنع كل ذلك البغي والقهر والظلم؟ كلا، لولا أن له أعوان.
ومما يذكر في ذلك عن الإمام أحمد عندما كان في سجنه أو كان يسجن، وكان سجانه يخشى أن يكون من أولئك - أي من الذين ركنوا إلى الظلمة- قال: لا أنت من الظلمة، لست من الذين ركنوا إلى الظلمة أنت من الظلمة أنفسهم.
وهذه دوائر كثيرة ينبغي أن ننتبه لها ونحذر منها { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } [هود : 116] وهكذا ينبغي أن ننتبه وأن نحذر فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في وصيته: (واتقي دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب) (9)
تنام عيناك والمظلوم منتبه == يدعو عليك وعين الله لم تنم
سهام الليل لا تخطئ أبواب السماء لها تفتح، والله ينتصر لها ولو بعد حين، فاحذر كما قال الله جل وعلا: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود : 102] وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) (10).
حتي عندما نتخذ اصحاب نادرا ما نلاقي واحد به الامانه علي انفسنا ومنا من لا يلاقي ولكن الله يسر لنا الطريق بان لانظلم احدا واننا في الاخرة سنلاقي من ظلمناهم، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنكم لتختصمون إلي وإن أحدكم يكون ألحن بحجته من صاحبه فأقضي له بنحو مما أسمع فمن قضيت له بغير حقه فإنما أقتطع له قطعة من النار فليأخذ أو ليدع) و يقول ايضا (من ظلم قيد شبر -أي بغير حق- من الأرض طوقه من سبع أرضين).
وليعلم الجميع ان حكمة ربنا اقتضت بأن يقتص لكل مظلوم بقدر ظلمه وهذا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (الذي يأخذ بعيرا يأتي وهو يحمله وله رغاء، والذي يأخذ بقرة أو ثور يأتي وهو يحمله وله خوار، والذي..)بمعني بقدر الظلم حتي من يغدر بنا قاله عنه صلي الله عليه وسلم (والغادر يرفع له لواء يوم القيامة يفضح على رؤوس الأشهاد بين الخلائق).
اعلم انني لم اتي بجديد وانكم تعلمون ان الظلم حرام ولكن ما لاتعلموه ان من يظلم لا يظلم سوي نفسه .
كيف تغمض عيناه ،كيف ينام ،كيف سيعيش سعيد وهو كلما افتكر من ظلمه يوبخ نفسه .واسفي علي بعض الاخوة الذين يتفاخرون بالمعاصي وانه بيضحك علي هذه وهذه الا يخاف علي اخته علي امه علي زوجته كما تدين تدان البر لايبلي والذنب لا ينسي افعل ماشئت كما تدين تدان .
{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ }
عمر بن الخطاب كان يقول لو ان بغلة عثرت في العراق لسالني الله لما لم تفسح الطريق لها يا عمر.
انا لست عمر ولا انت عمر وليكن قدوتنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } [الروم : 41]
تذكروا هذه الاية واخر ما اختم به موضوعي قول الله تعالي " وَ الْكَافِرُوَنَ هُمُ الظَّالِمُونَ" فهل ترضي ان تكون منهم طبعا لا والعياذ بالله .قال الله تعالى
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً) الكهف: 59.
معرة الظلم على من ظلم وحكم من جار على من حكم
وإن ما أخذت زورا به براءة الصدق وغر الشيم
وما على النور إذا سطروا عليه عيبا بمداد الظلم
وفتية إن تتنور تجد زي قضاة لبسته خدم
هموا بأن ينتقصوا في الورى خلقا عظيما فسما واستتم
وحاولوا أن يصموا فاضلا بما أبى الله له والكرم
فسودوا أوجه أحكامهم وابيض وجه الفاضل المتهم
يارب الموضوع ينال اعجابكم .
ابن فقر